جاري تحميل ... صحيفة الاخبار الجديدة

اعلانت

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

المقالاتمقالات

( لله في خلقه شؤون). لله في خلقه شؤون./ سعد الزبيدي



جنة ونار

اختلفت الديانات السماوية والوضعية في تقريب صورة الجنة والنار ولأن الإنسان كائن اجتماعي مادي فقد ركزت جميع الأديان على الصور المادية المغرية للجنة والمرعبة للنار.

فمن منا من لا يتمنى ان يكون في مكان لا يبذل جهدا ماديا فيه كي يتنعم بزوجات حسنوات وفاكهة وظل ظليل وأنهار من عسل مصفى ولبن وشوارع من أحجار كريمة ومن منا لا يرعبه لسعة نار فكيف إذا رمي في قعر نار موقدة؟!!!

لكني أرى الجنة من منظار ٱخر فأنا أعتقد أن الجنة ستشمل الجميع ولو بعد حين من منطلق العدالة الإلهية فمن كتب عليه القدر أن يكون شقيا من المستحيل أن يصبح سعيدا ومن خلق ووجد في مجتمع وثني كافر مشرك قبيل مئات السنين في مجتمعات مغلقة من دون وسائل تواصل لن يكون مؤمنا إلا بمعجزة إلهية. وإيمانا مني بقوله تعالى:- ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا). 

والجنة التي أراها ستكون روحية فكرية أكثر مما تكون مادية مصداقا للحديث القدسي   : لمّا خلق الله عزّ وجلّ العقل، قال له: قم، فقام، ثمّ قال له: أدبر، فأدبر، ثمّ قال له: أقعد، فقعد، فقال: وعزّتي، ما خلقت خيراً منك، ولا أعزّ منك، ولا أفضل منك ولا أحسن، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف، وبك أعاقب، وبك الثواب وعليك العقاب. 

فالحساب سيكون على قدر العقول والجنة ستكون فاكهتها المعرفة وانهارها الحكمة وشرابها الحقيقة التي مازال العقل البشري يجتهد في الوصول لكنهها. 

فما بال النار؟

ستكون هناك نار ولكن النار التي اراها ستكون نارا أخرى نارا من غير لهب نار نفسية ستكون اشد وأقسى من نار البراكين المنصهرة حيث سيجمع الله المتناقضين بزنازين فيضع عالم لاهم له سوى العلم مع جاهل لا هم له الا الاكل ويضع بخيلا مع كريم وشجاعا مع جبان  ... الخ

رب سائل يسأل:- ما الذي دفعك في الخوض في مثل هذا الحديث؟!!!

أجيبه:- كثيرا ما أبحث في مكنونات هذا الكائن العجيب لأجد أن أمنيات الناس الدنيوية متباينة كل حسب بيئته وثقافته ووعيه ونفس تلك الأمنيات هي التي يحلم بها في عالمه الٱخر.

فلو سألت جاهلا عن أمنياته فستكون أمنياته مادية بحتة وإن سألت عالما فيلسوفا حكيما ستجد أن أمنياته فكرية علمية فلسفية.

من الغريب في مجتمعات اليوم أن يكون الناس كقطيع الماشية يركنون عقولهم على الرفوف يجمعهم الطبل ويفرقهم العصا والله أنعم عليهم بالعقل والايمان ويصرون على أن يكونوا (هم كالأنعام بل أظل سبيلا). 

ولله في خلقه شؤون.

سعد الزبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق محفوظة© صحيفة الاخبار الجديدة