د. فاضل الشويلي
منذ البداية كان اية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر هو القريب من الخطوط المفصلية في حياة المجتمع العراقي وتحدياته الكبيرة ، لازالوا العراقيون يتذكرون حجم اصرار الرجل على بناء دولة الانسان وهو من طرح فكرة آنسنة المجتمع لمحاربة ما تبقى من سنوات عسكريته المقيتة ، يعود اليوم ليؤكد على دور الانسان الكفوء في تحديد مصير المجتمع والوطن ، يقول سماحته في اختصار ان الوطن هو اكبر فكرة للتعاون بين أُناس يتمتعون بالصدق والكفاءة والوطنية والنزهة وهذا مايتفق عليه عقلاء القوم ، وصار يشدد في كل مرة على دعم هؤلاء الناس والافراد الصالحين في رسالة منه على ان من يِخلصُ لوطنه يخلص له قادة الوطن الاوفياء ، الان وبعد سنوات الدعم في محاربة التطرف والارهاب والطائفية المقيتة والانتصار بتلك المعركة من خلال حماية وحدة الصف العراقي من التمزق ، يبادر سماحته على دعم البناء ، حيث يقول ان الوطن يحتاج الخيرين ونحن مقبلين على البناء والإعمار ويجب ان نكون يد واحدة بكل الطوائف والقوميات وان نشارك في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والانساني، بلا شك هذه هي افكاره تنم عن التشارك والمساواة بين ابناء الشعب العراقي وهذا ما لامسناه أبان الحرب على الارهاب حيث كان يؤكد على ضرورة ان يحارب الجميع الارهاب وان النصر يعود لكل افراد المجمتع العراقي وليس حكراً على احد وان الولاء والنزاهة هما القيمة العليا في المجتمع والتي على ضوئهما يتم التعامل مع الفرد واشراكه في مفاصل الدولة والتحديات الي تعيشها، وهذا ماذكره في حديثه ذات مرة قائلاً : «الموظف الذي يتمتع بالكفاءة والنزاهة والقدرة على العطاء يستحق العناية والدعم ، خصوصا اذا كان مستقلاً ونحن نشد على ايادي كل العراقيين لتجاوزهم كل التحديات التي كانت تريد تمزيق وحدة الصف العراقي « ، أقولها لكم وبكل صراحة علينا جميعا ان نلتف خلف عباءة سماحته ونتبنى كل مايطرحه ونسانده ، هل هناك من يقول ان الوطن لايبنى بالنزاهة ؟ او ان الوطن لاتنفعه وطنية الموظف حتى يتقدم في مصاف الدول المتقدمة ويغادر النامية ؟ بلا شك ان كل العقلاء يتفقون مع ما يقوله سماحته وليس فيهم من يكون جوابه «نعم» للسؤالين الافتراضيين، لاسيما ان كلامه خرج من نفس الأطر التي تنص عليه الشرائع السماوية والكتب العلمية في مشارق الارض ومغاربها ، حتى ان نظرية العقد الاجتماعي لجان جاك روسو كانت تنص على ان القانون الاول للانسان هو الحرص على بقائه فإنه يتميز بنزوعه نحو الحرية المشتركة ، وان تكن حراً هذا يعني انك نزيهاً ووطنياً وكفئ للارض التي ولدت عليها وصارت وطنك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق