جاري تحميل ... صحيفة الاخبار الجديدة

اعلانت

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

المقالاتمقالات

محمد كريم الخاقاني (الأهمية الإستراتيجية للعراق :الدور الجديد).


 

يمتلك العراق اهمية من الناحية الإستراتيجية من حيث موقعه الجغرافي وثرواته الموجودة داخل ارضه، وعمقه التأريخي وموروثاته الثقافية وغيرها، وكل تلك العوامل جعلت منه بلداً يحضى بمكانة في مدركات الدول، فهناك العديد من الميزات التي تسهم في تزايد أهميته وتصاعد دوره في التفاعلات الدولية ومنها موقعه الذي يتوسط العالم وهو ما يجعله يحضى بأهمية إستثنائية في سلم إهتمامات الدول، وهذا في الواقع يكون مبنياً على عدة معطيات، وتأتي في مقدمتها، القوة الإقتصادية، إذ يحوز العراق على ثروة إقتصادية هائلة جعلته يحتل المرتبة الثانية من ناحية المخزون النفطي في العالم، وهو ما يعد دافعاً اساسياً لتشغيل حركة التجارة في العالم وعصباً مهماً لا يمكن الإستغناء عنه في ديمومة حياة الدول، فضلاً عن القدرات التي بحوزة الدولة مما يجعلها تلعب دوراً رئيساً في لعبة التوازن المطلوبة في المنطقة، ومن هنا نرى بإن كل تلك المعطيات تعد إنموذجاً لها في العراق، ولذلك فإن الإسهام في جعله بلداً مستقراً يعود نفعه على جميع الدول والعكس صحيح، إذ إن عوامل ضعف العراق ستنعكس بشكل سلبي عليها ويُؤثر في أمن بلدانها، وعليه فإن قراءة المعادلة الأمنية في المنطقة ترتكز اسسها في العراق، كونه بلد يؤثر ويتأثر ببقية الدول ابمحيطة به، فكلما كانت أوضاع العراق مستقرة كلما إنسحب ذلك التأثير الإيجابي على دول المنطقة. وتدرك جميع الدول في منطقتنا الأهمية الجيو إستراتيجية للعراق إذ يعد نقطة التواصل والتلاقي فيما بينها، فهو يعد حلقة وصل الطريق البري والبحري بين دول اسيا واوربا وبقية دول العالم، وعليه تتزايد اهميته ومحوريته، إذ يصرح العراق ومنذ مدة طويلة بإنه خارج حدود المحاور في المنطقة وإنه ليس بصدد إنضمامه لمحور على حساب الآخر، وهذه النقطة بالذات تشكل جسراً للتقارب ومواصلة الحوار بين الأطراف في المنطقة، فهو يسعى لتحقيق أهدافه ومصالحه الخارجية بصورة يكون بعيداً عن التجاذبات السياسية والصراعات الدولية،وهو ما يسجل له نقطة إيجابية في علاقاته المختلفة مع محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما بدأ واضحاً في توافد الوفود الى العاصمة بغداد، او عن طريق الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى العديد من الدول، لتعكس تلك الخطوات المواقف التي عُرف من خلالها العراق كونه يتمتع بمواقف متوازنة في علاقاته الخارجية، ومرة اخرى اصبح العراق محط أنظار الجميع، فدوره المحوري في تسوية الأزمات في المنطقة لايزال يحظى بقبول الأطراف المتنازعة، فكل تلك العوامل تجعل من العراق ذات شأن مهم في تأدية دور إقليمي فاعل ومؤثر في المستقبل وهو ما يمنحها الفاعلية في تأدية ذلك الدور في البيئة الإقليمية المحيطة به وفقاً لمعطيات وعوامل القوة التي بحوزته،وهي عوامل ستكون مؤثرة على المدى المتوسط على اقل تقدير لأهمية البلد من الناحية الإستراتيجية. ومن هنا نجد بإن العراق اصبح محط أنظار العالم بأسره للميزات الإستراتيجية من حيث الموقع والموارد المادية التي تعطي له ثقلاً واهمية مضاعفة في تأدية الأدوار المطلوبة منه في التفاعلات التي تحدث داخل بيئته الإقليمية. إن توظيف كل تلك العوامل والمعطيات من حيث عناصر القوة وترتيبها بالشكل الصحيح مع معالجة مكامن الخلل والضعف في المقومات المادية التي بحوزتها مع المقومات المعنوية التي تمتلكها، كفيل بمنح فاعلية سياسية مغايرة ويعطي دعماً مضاعفاً لتعزيز ادوارها إقليمياً وضمن حدود البيئة المحيطة به،وهذا يتطلب العمل على إنتهاج إستراتيجيات جديدة تتناسب مع معطيات الواقع وعبر تنفيذ إستراتيجيات تعمل على تنفيذ سياسات الدولة في الداخل والخارج من اجل تحقيق الأهداف المطلوبة ومن ثم يكون ذلك بمثابة إطار وإنموذج خاص بالعراق وهو اساس في تكوين اهميته في المحيط الإقليمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق محفوظة© صحيفة الاخبار الجديدة