مجازر الجولاني ومشروع الشرق الاوسط الجديد
مشروع الشرق الأوسط الجديد تم طرحه بعدة مؤلفات ربما أقدمها (الاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط )، وهي وثيقة سربها (عوديد يونين) الصحفي المقرب من وزارة الخارجية الإسرائيلية وقد كتبت عام ١٩٥٢.
وتم ترجمتها للغة الإنكليزية من قبل (اتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة )، وقمت بترجمتها للغة العربية مع التعليق والشرح وطبعتها في كراس صغير.
فلسفة المشروع :-
إن الكيان الصهيوني جسم غريب يقوم على اساس (اثني ) وسط بحر من المسلمين..
ومعالجة هذا الأمر تتم بتقسيم المنطقة من المغرب حتى باكستان، على اسسس (اثنية) عرقية طائفية وقومية، او دويلات (مسيحية كردية سنية شيعية درزية.. الخ) ، فيصبح (الكيان الصهيوني ) منسجم مع محيطه الاثني..
ويفترض تقسيم مصر ل٥ دول وسوريا ٥ دول (كردية ودرزية ومسيحية وسنية في حلب وسنية في دمشق ) وتقسيم العراق ٣ دول (كردية وسنية وشيعية )، ويتم ذلك عبر ما يسمى (self-destruction) اي ان الدولة تدمر نفسها بنفسها، من خلال تعزيز النزاعات الداخلية والتطرف العرقي..
وهنا يأتي دور(تنظيم داعش الإرهابيISIS)
والكيان الصهيوني أسس( لواء الكفير ) عام ٢٠٠٥ وهو يقاتل بنفس اسلوب تنظيم داعش الإرهابي، واسترطت آن من ينتمي له يجب أن يجيد اللغة العربية..
وطبعا هو مسوق للعمل في الدول العربية، والمفارقة ان رمز داعش ISIS. هو مختصر عبارة (Israeli Secret Intelligence Service) اي (جهاز الخدمة السرية الإسرائيلي"المخابرات" )..
وتم دعمه لإسقاط الحكومة في سوريا والعراق وتقسيم الدولتين، باتباع التطرف وارتكاب المجازر التي تهدف (تعزيز الانقسام الاثني )..
وبما آن (ابو محمد الجولاني ) كان نائب خليفة تنظيم داعش (ابو بكر البغدادي ) ولايمكن أن يصل لهذا المنصب مالم يكن عميلا موثوقا للموساد والاستخبارات الغربية التي تقود التنظيم.
وخرجت هناك تصريحات عن عائلة الشرع بأن الدكتور (حسين الشرع والد احمد الشرع ) لم يكن له اولاد ذكور، ثم التناقض في معلوماته فقيل انه ولد في (درعا) والبعض يقول ولد في (المملكة العربية السعودية )، وقال هو شخصيا ان نسبة الجولاني لجده الذي تم طرده من الجولان، بينما الدكتور حسين الشرع ولد في الجولان!
وقد تم سجنه في (بوكا) السجن الأمريكي المعروف بأنه (مدرسة تدريب واعادة تجنيد الإرهابيين ) وتم اطلاق سراحه قبل اندلاع الفتنة في سوريا ٢٠١١!!
وعند سقوط بشار الأسد قامت القوات الصهيونية بتدمير مبنى (هوية الأحوال الوطنية السورية ).. وهذا لاخفاء جنسيات العديد ممن سوف يدخل في سوريا وربما أحدهم (الجولاني) ...
و تصريحاته (بأنه ليس عدوا لإسرائيل ) رغم توغلها في الجنوب السوري، ثم هو مكنها عبر اسقاط سوريا من محاصرة المقاومة في (لبنان وفلسطين ) وكسر ما تسميه (حلقة النار ) التي تحيط بالكيان الصهيوني.
عبر اتفاق تم بين (مدير الشاباك وتركيا) والذي زار تركيا قبل اسبوع من إيقاف اطلاق النار في لبنان، وهجوم الجولاني على سوريا بدعم تركي.
بعد دخوله وجماعته الإرهابية لسوريا، آثار مخاوف الاقليات هناك، فرفض (الدروز ) تسليم السلطة له في السويداء، بينما سلم (العلويون ) سلاحهم...
وتدخل الكيان الصهيوني وعرض حماية الدروز-كما تنص الاستراتيجية الصهيونية آن يتدخل الكيان لحل النزاعات او دعم وكسب بعض الدويلات الناشئة-..
وانقسم الدروز قسمين بين من يريد حماية وانصمام للكيان الصهيوني، وبين من يرفض تقسيم سوريا...
بعد المجاز المروعة التي قام بها الجولاني في مناطق العلويين، أصبح من الراجح ان يحتفظ الدروز بسلاحهم وربما انضموا للكيان الصهيوني او طلبوا حمايته..
وهذا سينسحب على العلويبن والكرد.. ويتم التقسيم على يد الجولاني...
وهذا المشروع يرتبط بسيطرة الكيان الصهيوني على سواحل المتوسط ومنها مناطق العلويبن،، ومرتبط بتحول الكيان مركز تجاري عالمي في الشرق الأوسط، ومرتبط بالاتفاقيات الابراهيمية وهذا حديث طويل الذيل.. ربما نوضحه في مقالات أخرى آن شاء الله..
اذا استطاع عدوك ان بتقمص هويتك، سيدمرك من الداخل (self-destruction)
د. هيثم الخزعلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق