جاري تحميل ... صحيفة الاخبار الجديدة

اعلانت

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

وزيرة الهجرة والمهجرين تواضع الأميرات حين نفخر إننا نساء




أحلام قاسم المالكي


     الوزيرة إيفان فائق يعقوب جابرو هي سياسية عراقية كلدانية، ولدت في البصرة عام 1981، وحاصلة على بكالوريوس أحياء مجهرية من كلية العلوم في جامعة البصرة، وهي المدينة التي برز فيها كبار الكتاب والفنانين والسياسيين والعلماء منذ تاسيسها بعد الفتح الإسلامي وبقيت تلك الأسماء خالدة في الذاكرة العراقية وفي سجل الحضارة الإنسانية على مدى قرون من الزمن تطاولت ومرت وتركت ذلك الأثر.

     حين تولت إيفان فائق منصب وزير الهجرة والمهجرين كانت المصاعب والتحديات في طريقها عديدة ومرهقة فالإنفعالات الوجدانية والعواطف تضاهي الإجراءات والقرارات الصعبة لأن هذه الوزارة لاتقدم خدماتها لمواطنين يستقرون في بيوتهم ويزاولون اعمالهم الطبيعية ويخرجون الى وظائفهم المعتادة كل صباح كما تفعل بقية الوزارات التي تمارس دورها وخدماتها في ظروف الاستقرار السياسي والامني ويمتد ذلك الى ظروف الازمات، فوزارة الهجرة تتفرد كونها جزء من معادلة المعاناة والنزوح والتهجير والنفي الذي تعرض له الشعب العراقي منذ اربعين عاما وفي ظروف حرب ومعاناة وتحديات لم تنقطع منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى قبل ذلك.

     برز دور مختلف لوزارة الهجرة والمهجرين مع تصاعد الاعمال الارهابية وخاصة بعد ظهور تنظيم داعش وسيطرته على العديد من المناطق غرب العراق وشماله كما حصل في الموصل وصلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى التي شهدت عملية نزوح غير مسبوق خشية من سلوكيات الجماعات الإرهابية التي مارست أبشع عمليات القتل والسلب والنهب والتجاوز على الحرمات والتنكيل بالمواطنين حيث قامت وزارة الهجرة والمهجرين بتأمين الاحتياجات الانسانية للاسر النازحة واقامة المخيمات التي تتطلب دعما لوجستيا وامكانيات مالية لاقامة المستوصفات والمدارس وتوفير الطعام والدواء والملابس والافرشة والاغطية والمياه والكهرباء والطرق والنقل والاتصالات ونسقت مع وزارات اخرى في سبيل توفير ذلك وتواصلت مع دول عدة تمتلك الخبرة والاهلية ومع المنظمات الدولية والاخرى الانسانية ومع الامم المتحدة.

     الوزيرة إيفان فائق مارست دورها كإنسانة إكثر منها وزيرة تنفيذية وكانت تقترب من المعاناة بنفسها دون وسيط هي لاتستمع للتسجيلات الصوتية بل تسمع للكلمات وهي تخرج من شفاه المعاناة بنفسها ولم تكن تقرأ التقارير لتقرر بل تلتقي بالناس وتزورهم وتعايشهم وتبكي مع النساء والاطفال ولاتطلق الوعود بل تنفذ على الفور وكانت تبتعد عن تزويق الالفاظ والتصرف بفخامة وزهو كما يفعل هذا المسؤول أو ذاك بل تركز على دورها الإنساني ولم تكن ترتدي الثياب الفاخرة بل تلجأ الى الثياب البسيطة لأنها لاتريد أن تجرح نفس من تقف معهم وتحاورهم وتسمع لعذاباتهم وهي في كل ذلك لاتمثل بل تتصرف بواقعية وتعيش الانكسار الذي في نفوس الناس البسطاء وتعمل على توفير حاجاتهم وتسرع الخطى من أجل تأمين ذلك دون تردد وتضغط من أجل أن لاتستمر تلك العذابات وتخفف منها قدر المستطاع فشكرا لروحها الطيبة وإنسانيتها العالية التي جعلتنا كنساء نفخر بها ونعتز وننتظر المزيد لنتأكد أن دورنا ليس هامشيا بل هو دور متقدم ومميز ويستحق الإشادة والتقدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق محفوظة© صحيفة الاخبار الجديدة