العراق بين التحديات والإنجازات: مسيرة لا تعرف التراجع
كتب رياض الفرطوسي
في قلب الشرق، حيث تمتزج الحضارة بالتاريخ، ينهض العراق متحدياً عواصف الزمن ومكائد الطامعين. لم يكن طريقه سهلاً، فقد واجه على مرّ العصور قوى الظلام التي أرادت أن تطفئ شعلة نهوضه، لكنه أثبت أنه أقوى من المؤامرات وأكثر صلابة من الفتن.
لقد كانت يد الإرهاب، ممثلة في جماعات متطرفة كداعش ومن يدعمها في الخفاء، تحاول أن تبعثر وحدة هذا الوطن، مستخدمة سلاح التشكيك واليأس لضرب الروح المعنوية لشعبه الأبي. إلا أن العراق لم يكن يوماً ساحةً للخضوع، فقد وقف شعبه كتفاً إلى كتف، عابراً جراحه، منتصراً على الإرهاب، ومحطّماً مخططات الطائفية والتفرقة.
واليوم، تعود ذات الأيادي الخفية، متخفية بأقنعة جديدة، تحاول أن تزرع الشك في كل خطوة تُنجز، في كل مشروع يُقام، وفي كل جهد يُبذل من أجل بناء المستقبل. يستخدمون أدواتهم الحديثة في التشويه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المغرضة، مدعومين بتجار الأزمات والمستفيدين من الفوضى، كل ذلك بهدف إلهاء العراقيين عن مسيرتهم نحو الغد المشرق.
لكن الرد على هؤلاء لا يأتي بالكلمات، بل بالإنجازات. إن ما تشهده البلاد من مشاريع اقتصادية وتنموية ضخمة، وما تقوم به الدولة من خطوات جادة لجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، هو خير دليل على أن العراق يسير إلى الأمام. التنسيق بين الوزارات، الخطط الاقتصادية المدروسة، المشاريع التي تُنفَّذ على أرض الواقع، كلها شواهد على أن البناء لم يعد مجرد حلم، بل حقيقة تتجسد يوماً بعد يوم.
ولأن الإنسان هو جوهر التنمية، فإن الدولة لم تغفل عن حقوقه، بل وضعت تحسين مستوى المعيشة في صدارة أولوياتها. فزيادة دعم الفئات الأكثر احتياجاً، والتوسع في برامج الرعاية الاجتماعية، ليس إلا جزءاً من رؤية العراق لمستقبل يضمن العيش الكريم لكل مواطنيه.
رغم التحديات، يبقى العراق شامخاً، محمياً بسواعد جيشه، وقوة حشده الشعبي، وإرادة شعبه الذي لا يعرف الانكسار. من يحاول أن يلتفت إلى الخلف سيجد عراقاً صمد في وجه العواصف، ومن ينظر إلى الأمام سيرى عراقاً يبني مستقبله بثقة. هذه أرض الحضارات، وهذه أرض الانتصارات، وستبقى كذلك رغم كل التحديات.
يحيا العراق، وطناً لا يُكسر، وشعباً لا يُقهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق