بعد فوات الأوان: المنتخب العراقي في نفق مظلم
نعمت عباس
في لقاء جمع المنتخب العراقي بنظيره الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم، تلقى العراق هزيمة موجعة بهدفين مقابل هدف، في مباراة طغت عليها العشوائية وغياب الانضباط الفني. أخطاء كارثية في التمرير، وتشكيلة بعيدة كل البعد عن الانسجام، وتبديلات لم تضف أي قيمة، كلها عوامل ساهمت في هذه النتيجة المخيبة.
حارس المرمى… وسؤال عن الروح القتالية
بدلاً من استثمار هدف التقدم وتعزيز النتيجة، بدا حارس المرمى أحمد باسل كأنه يرسل رسالة واضحة للمنتخب الفلسطيني بأن العراق يكتفي بهذا الهدف ولا يملك القدرة على مجاراتهم. إضاعة متعمدة للوقت، وسقوط بلا مبرر، وكأن الفريق يلعب للحفاظ على فارق هزيل في مباراة مصيرية.
الدفاع… مجرد حضور شكلي
جاء هدف التعادل الفلسطيني من ضربة رأس وسط خمسة مدافعين عراقيين وقفوا كالمتفرجين، ليتكرر المشهد نفسه في الهدف الثاني من ركنية أخرى كشفت هشاشة المنظومة الدفاعية بأكملها.
مدرب بلا هوية
حذرنا مراراً من خطورة تغيير التشكيلة في كل مباراة وكأننا نعمل بنظام “الشفتات”. غياب الاستقرار والانسجام، وقرارات عشوائية من المدرب كاساس، أدخلت المنتخب في نفق مظلم. في حين كان المنتخب الكويتي يخوض معسكراً تدريبياً في دبي لمدة عشرة أيام، مع تدريبات صباحية ومسائية ومباراة تجريبية، كان كاساس يقضي إجازته ويعتمد على جاهزية اللاعبين مع أنديتهم، معتقداً أن هذا كافٍ، وهو خطأ جسيم كلفنا الكثير.
كيف يمكن لفريق أن يمتلك شخصية وهو لا يجتمع إلا في اللحظات الأخيرة؟ لاعب في الشمال وآخر في الجنوب، وثالث في بغداد، ورابع في الشرق… في ظل غياب الانسجام، من الطبيعي أن نفقد الهيبة داخل الملعب.
أزمة فنية ونفسية
المنتخب العراقي لا يفتقر إلى المواهب، لكنه يحتاج إلى مدرب يمتلك رؤية واضحة، وإدارة قادرة على إحداث ثورة تصحيحية. التغيير الأخير في الجهاز الفني جاء متأخراً… “بعد خراب مالطا”. ورغم ذلك، لا يزال هناك أمل يحتاج إلى تضافر الجهود إدارياً، فنياً، وإعلامياً لإعادة بناء الفريق قبل فوات الأوان.
العراق يستحق الأفضل
ما قدمته الجماهير العراقية من وفاء وإخلاص يستحق أن يقابله أداء أفضل. لا تزال الفرصة قائمة، ولكنها تحتاج إلى إرادة صلبة وإدارة تعيد للمنتخب هيبته، حتى لا يبقى مصيرنا معلقاً بنتائج الآخرين.
الكرة في ملعب المسؤولين… فهل سنشهد ثورة حقيقية أم سنبقى عالقين في دوامة الأعذار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق