حديث جريدة الاخبار الجديدة (جعلنا من الفاشلين "نجوماً")
لعلنا نُذكر بما هو شائع في مجتمعنا من ظاهرة اصبحت تتنشر كالنار في الهشيم ، وتجاوزت كل التقاليد والقيم المجتمعية التي كنا نعيش بها ولها ، فأصبحت ظاهرة منبوذة تلاحق المجتمع لتكون واقع حال تنجذب لها الاسماع وتلاحقها الابصار وتهتف لها بالترحيب حناجر الصبيان والشباب ويتفرغ لها في خلوتها بعض الشيوخ لتضيع في اطرافها كلمة "عيب " فانحدرت الى مستويات ما انزل الله بها من سلطان فجعلنا من التافهين الفاشلين في المجتمع "نجوماً " تلاحقهم النظرات وتضع على صفحاتهم ومحتواهم "اللايكات " وينظر لهم بأعجاب ونسينا ان للمجتمع اصول وتقاليد وان مثل هؤلاء لم يكن لهم مكان بين " البهائم " في عقود مضت من الزمان ، الا اننا جعلنا منهم مشاهير نترقب "بثوثهم " عند كل صباح ومساء .
لقد تجاوز هؤلاء كل شيء فأصبحت زوجته سلعة لتشارك محتوى زوجها الهابط والاب يشارك ابنه والحفيد يستدرج أجداده ، في كلام وما ادراك ما الكلام الذي يبث على الانام او انهم يجتمعون شلة كاذبة في بث يشتم بعظهم بعضا بأغلظ الكلام ، (زوجة مع زوجها يشاركون شباب ، ام مع ابنها حفيد مع اجداده اب مع ابنه او ابنائه ليشتموا بعظهم بعضا ويتكلوا "بأتفه" الكلام) .
وكل يوم نشاهد "بثوث " تسيء لمجتمعنا يتفنن ابطالها بثقافة الانحطاط ،
ايحاءات جنسية كلام مبتذل عرض اشكال وربما اجساد ،
ان محاربة المحتوى الفاسد الذي تبنته وزارة الداخلية مشكورة كان لنا فيه الامل في التخلص من هذا البلاء الا اننا نلاحظ ان انتشار وتزايد هذه المحتويات قد زادت واصبحت تستقطب فئات كبيرة من المجتمع واصبح المشاهد العراقي يحتل مراتب متقدمة في برنامج "التك توك " في العالم حتى ان من يريد ان يرتفع في المشاهدات من البلاد العربية ما عليه الا مشاركة "حسحس " وابو شاهين وغيرهم من الذين ابتلانا الله سبحانه وتعالى بهم ،( سب وشتم وكلام بذيء وكذب ) .
لقد منحنا هؤلاء قدرا لا يستحقونه وشجعنا محتواهم فاصبح الشباب يطمح للوصول الى مكانتهم التي منحت لهم لتهديم قيم المجتمع .
ونلاحظ ان هؤلاء ابطال المحتوى الهابط يستقبلون احر الاستقبال عند قدومهم وتفتح لهم بيوت المضايف والفنادق وتقدم لهم الهبات ، ويستقبلون من فلان وفلان ، ونفرش لهم الورود ونتابع اخبارهم فاصبحوا يضيفون الى مجتمعنا علامة فارغة واصبحت اسمائهم تتلألأ وانطفت اسماء العلماء والمفكرين وتلاشت الكتب فلا نجد من يقلب صفحاتها واصبح من كان مثلا في المجتمع بإبداعه مركون يبحث عن سبيل الحياة واصبح هؤلاء هم نجوم المجتمع وتقدم لهم الهبات .
انه "التوك توك " وما ادراكما "التوك توك " رفع قوم ليهدموا قيم المجتمع وليغادروا قيم اهلهم وتقاليد عوائلهم فيفعلوا كل ما يزيد من مشاهداتهم وان كان على حساب كرامتهم او اخلاق مجتمعهم .
لا نريد ان نزيد من عدد التافهين ليصبحوا نجوما في مجتمعنا ولا نريد ان يقلدهم الصغار والكبار .
ندعو الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة ليس فقط بمعاقبتهم ورميهم وراء القضبان ولكننا ندعوا الى غلق هذا الشر " برنامج التك توك " وحجبه في العراق .
ونذكر بقول الله سبحانه وتعالى :
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْيُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَالْأَرْضِ [المائدة:33] )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق