الإصلاح يبداء من الداخل
ماهر عبد جوده
دعونا نقر اذن من جديد ان الاصلاح ممكن للاسباب التالية :
١- المكنة التاريخية :
ان الصين وماعانته لم يمر بامة على الاطلاق فقد عاشت مهانة ذليلة فقيرة مريضة ؛ مهانة بمعاهدات فرنسية وبريطانية الى الحد الذي تسمح به حكومة الصين بيع الهيرويين في اسواقها علنا ودون اعتراض ، وذليلة لانها ماتنفك ان تتخلص من احتلال ياباني حتى تسقط تحت نير احتلال اخر فضلا عن حروب داخلية مثل حرب التانكو اذا لم انس الاسم .
وهي فقيرة لانها متخلفة زراعيا وصناعيا حيث لاتوجد غير الصناعة اليدوية ..وهي مريضة اذ ان من كل اربعة يفقد البصر عن الثلاثين ومتخلفة تربويا اذ ان الامية بلغت اكثر من ثمانين بالمائة .. هذا فضلا عن الاوبئة التي ضربتها والمجاعات التي هتكتها الى الحد الذي يموت ميتهم فلايدفنوه بل ياكلوه ..
ولكن ما ان توفرت لهم مكنة التحرر سنة ١٩٤٩ حتى انطلقت تلملم شتاتها وتجمع قواها وتنطلق لتنافس الولايات المتحدة اليوم وخلال سبعين سنة فقط ..اذن هذا شاهد تاريخي قريب ..
٢- مناهج البحث والتطوير والتدريب :
ان العالم المتقدم ينفق اموالا طائلة جدا لرعاية هذا الحقل المهم الذي يتبنى الافكار والاطاريح ويبني المختبرات ويقدم المكافئات ولذلك فان تطورهم اليوم يحدث بسرعة الومضة فيما نظل بركود وخمول وتقليد او استهلاك لمنتجاتهم ..
شاهدت رجلا مسنا من اهل الحلة وسط العراق وهو بوفسير يتكلم بحرقة ان حكومة العراق لم تنفق مليون دولار لاجل بناء مختبر فاضطر ان يقدم حديده الذي لايصدأ لجامعة امريكية واشار عليهم ان ينشاو خطا لانتاج عصير الشمندر لانه اكتشف اثناء البحث انه يخلص الجسم من السموم ففعلو وطلبتهم يتناولون العصير مرتين بالاسبوع ..
٣ - ان الفجوة بيننا وبين دخاونا للعصر فلكية لذا ومن اجل اختزال الزمن يجب ان تتغير الانظمة وتصبح ديمقراطية بحق وحقيقة وان تتدرب الشعوب على ممارستها روحيا ووطنيا في البيت والشارع والمكتب والمصنع والباص لان هذا من شانه ان يفسح الطريق امام الكفاءات لممارسة دورها في خلق مجتمع جديد ..
ان وجود رؤية ورسالة وقوة تنفيذ تساعد على انتاج مجتمع منظم ومنتظم وقابل للحياة والتطور ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق