الكرة العراقية: ضاعت بين كاساس والكرسي
كتب / جعفر العلوجي
تعيش الجماهير الرياضية العراقية هذه الأيام حالة تشتت لا يحسد عليها ، أشبه بلعبة حزورات بلا نهاية، والسؤال الدائم : ماذا يجري في كواليس اتحاد كرة القدم ؟
من ملف المنتخب الوطني ومستقبل المدرب ، إلى حلم المونديال ، مروراً بالهيئة العامة والمدرب البديل وعودة كاساس ، كل شيء مطروح وكل شيء محتمل ، لكن الحقيقة غائبة، بل حتى أقرب المقربين من رئيس الاتحاد لا يعلمون الإجابة!
حسبة بسيطة لمجموعة تصريحات وتوقعات تكشف حجم التناقضات التي مزقت صورة الكرة العراقية وأضرت بهيبة الاتحاد كمؤسسة يفترض أن تحظى بالثقة والاحترام لم يحدث أن وصلت الأمور في أي دولة إلى هذه الدرجة من الفوضى، لدرجة وضعت رئيس الوزراء ومستشاريه على خط التماس مع أزمة منتخبنا ومدربه الإسباني كاساس المعزول أو المستمر حسب مزاج الساعة .
الطامة الكبرى أن الاتحاد اختصر كل الأزمات والملفات والعلل الكروية المزمنة باسم "المدرب" وكأن الكرة العراقية لا مشكلة فيها سوى هذا الرجل ، وكأن العلة كلها في كاساس، لا في المنظومة التي سلمته المشعل المحترق أصلاً .
ما لا يريد البعض الاعتراف به أن الخلل أعمق بكثير ، وقد أنتج لنا أزمة جماهيرية حقيقية ، حيث بدأ الجمهور يهجر حتى مباريات الأندية الجماهيرية في مشهد غير مسبوق .
من الواضح أن هناك من نصح رئيس الاتحاد بزيادة الضبابية وتقديم صورة مشوشة للإعلام والجمهور كي يظل الأمل معلقاً على خيط واهن، لكن الحقيقة أن للصبر حدود ، وأن سعة صدر رئيس الوزراء بدأت تقترب من لحظة الحسم .
الكرة العراقية اليوم لا تحتاج لمن "يجامل" على حساب سمعة الوطن ولا لمن يدفن رأسه في الرمال ، بل إلى من يتحلى بالشجاعة لاتخاذ قرارات تليق بتاريخ هذا البلد وتدافع عن ألوانه قبل أن يتحول حلم المونديال إلى سراب ونخرج منه "بخفي حنين".
همسة في أذن من يهمه الأمر ..
من بين أبرز تجليات هذه المرحلة النشاز ، أن عدد المحللين الكرويين في الفضائيات صار أكثر من عدد اللاعبين أنفسهم ، والأغرب أن هؤلاء يظهرون معارضين أو مؤيدين حسب المزاج ، تُفرش لهم السجادة الحمراء ليتحدثوا بلغة أقرب إلى الانحطاط، بينما الجمهور المسكين يزداد تشتتاً وضياعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق