تحديات وفرص علاقات الاجتماعية في العالم الافتراضي
دائرة العلاقات والتعرف على أشــخاص جدد
مــن مختلف أنحاء العالــم، وتعزيز التواصل
الاجتماعي، خاصة الأشخاص الذين يُعانون
من صعوبات في التواصل الوجهي.
وفــي نفــس الوقــت، فــإن التكنولوجيــا لها
تأثيرات إيجابية وســلبية على مستوى الفرد
والمجتمــع معًا. إيجابيتها تتمثل في تســهيل
التواصل، بغض النظر عن المسافة، وتوسيع
إعداد - الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت ثورة في
طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض،
تعزيز التواصل البشــري، بدءاا من الأســرة والمدرســة،
وصولا ا إلى المجتمع بأكمله.
وبينــت «حنــان»، أن أولــى خطــوات الإصلًاح، أن نبدأ
بأنفســنا، أن نعيــد النظر فــي علًاقتنا مع الشاشــة، ونمنح
مــن حولنا الحضور الكامــل، فخير ما نمنحه للآخرين هو
انتباهنا الحقيقي.
العفن الدماغى يُؤثر على الصحة الإدراكية
وفــى إجابتها عن ســؤال: كيــف أثــرت التكنولوجيا على
العلًاقات الاجتماعية، قالت منال الخليفة: لقد ســهلت علينا
الوصول إلى أي مــكان في العالم، وتكوين علًاقات علمية
وتجارية وســياحية وصداقات وكل ٍ يصــل إلى مبتغاه بكل
سهولة وييسر مقللة بذلك الجهد والمال والوقت.
وأضافــت «منال»: وفــي مقابل ذلك، نجد أنهــا في دائرة
العائلــة وهي أقرب وأضيق العلًاقــات لتجد الجميع يجلس
متــراص علــى مائــدة الطعام، وهو مشــغول فــي جهازة
وحتــى لو تمــت مصادرتها في هــذا اللقــاء العائلي، تجد
الحــوارات مبتورة، وذلك لأن كل فرد من العائلة أصبحت
لــه اهتماماته الخاصــة. ويكون هناك انصات ســلبي دون
تفاعل بالإضافة إلى أســلوب وسائل التواصل الحديثة التي
تركــز على الفيدوهات القصيــر والتي تتنقل من المضحك
إلــى المبكي إلى العلمــي إلى الديني ويكــون الدماغ متذبذ
التوجهات والمشــاعر والمعلومات فلًا يستطيع أن يتحاور
بها لاحقاا، ولا حتى يستفيد لأن الدماغ يدخل في ما يعرف
بـ «العفن الدماغي»، الــذي يُؤثر على الصحة الإدراكية،
وهنا نحتاج فعلًا الى توقف .
وأكــدت «منــال»، أن التكنولوجيا ضروريــة جداا، ونحن
الآن مبهــورون فيها لكن يجب أن تكون هناك توعية عالية
بمضارهــا ونقــول الله المســتعان حيث صــارت الأجهزة
بمثابة الاصنام التي أنتم عليها عاكفون»
نعمة التكنولوجيا
أما عبدالله عبــاس الحجي، فيحكى كيف أثرت التكنولوجيا
علــى العلًاقات الاجتماعية لديه، قائلًا ا : «قبل عدة ســنوات
كان الوالــد (رحمــة الله عليــه)، يطلب مني كتابة رســائل
لإرســالها للأقارب عبر المســافرين الأصدقاء أو البريد،
وكنــا ننتظر لعدة أشــهر حتى يصل الرد برســالة أخرى،
كنت أســتمتع بقراءتهــا وينصت الوالد إلــى كل كلمة فيها
بشــغف وشــوق. وعندما نقارن ذلك بحياتنــا اليوم، ندرك
النعمة التي نعيشها بســبب التكنولوجيا، وتسهيل التواصل
مع الأهــل والأصدقــاء والأحبــة، وتوفير الوقــت الكثير
والجهد، وكأننا جالســين معا نتحــدث بالصوت والصورة
بالرغم من بعد المسافات.
وأضاف: لا شــك أننــا لايمكن أن ننكر الجانــب الإيجابي
للتكنولوجيا واختصارها المســافات ومد جســور التواصل
وتســهيل حياتنا في شــتى المجــالات والنقلــة النوعية في
التطور والنمو والازدهار. إلا أنه بســبب الإدمان وســوء
الاســتخدام على ســبيل المثــال للأجهزة الذكية ووســائل
التواصل الاجتماعي لم تسلم المجتمعات من آثارها السلبية
في تفكك العلًاقات وهدمها وخلق جو من الجفاف العاطفي
بيــن الزوج وزوجه، وبيــن الآباء والأبنــاء عندما يقضي
كل شــخص معظم وقته على جهازه متجاهلًا الجلوس من
حوله، بل حتى عندما يرغــب بالتواصل مع أحدهم يكتفي
بإرسال رسالة نصية، ويرد عليه الآخر، وهو جالس أمامه
أو جواره.
وأكد «الحجى» أن من سلبيات التكنولوجيا، التشجيع على
الميل للوحــدة والعزلــة والاكتفاء باللقــاءات والمحادثات
الافتراضية، وقطع التواصل المباشر مع الرحم والأصدقاء
والاكتفاء بالرسائل النصية في مناسبات الأفراح وغيرها.
ومــن ســلبياتها أيض ا ا مبالغة البعض بنشــر الخصوصيات
والتظاهــر بالمثاليــة والســعادة بحيــث يُحــاول الآخرون
الاقتــداء بهــم وتقليدهم وتحميل الآباء فــوق طاقتهم، ما قد
يتسبب في خلق مشاكل عائلية تنتهي بهدم العلًاقات.
وقال غســان بــن علي بوخمســين، صيدلــى، إن منصات
التواصــل أعادت تشــكيل علًاقات الأفــراد والمجتمعات،
وحملت معها وعوداا بتحقيق «القرية العالمية» المترابطة،
وأفــرزت فــي الوقت نفســه إشــكالات عميقة فــي طبيعة
التواصل الإنساني.
كما عدد «غســان»، أبرز إيجابيات وســائل التواصل فى:
«اختراق حواجز الزمان والمكان، إحياء العلًاقات القديمة،
خلق مجتمعات المصالح المشــتركة وسرعة الاستجابة في
الأزمات».
وقــال إن أبــرز ســلبيات وســائل التواصل فــي العلًاقات
الاجتماعية، هى: العلًاقات السطحية، والعزلة الاجتماعية،
والتواصــل المشــوه، والمقارنــة الاجتماعيــة، وانهيــار
الخصوصية، حيث تحولت التفاصيل الشــخصية إلى مادة
للعرض العام، ما أضعف الثقة بين الأفراد وأفقد العلًاقات
حميميتها.
وقال غســان لتجنب ســلبيات التكنولوجيا وتحقيق استفادة
مثلــى منهــا، ينبغي علينــا: وضع حدود زمنية لاســتخدام
المنصــات الرقمية، إعطــاء الأولوية للتواصل المباشــر،
التحقــق من المعلومات قبل نشــرها، حمايــة الخصوصية
وعــدم مشــاركة كل تفاصيــل الحيــاة الشــخصية، تعزيز
الــذكاء العاطفي الرقمي لفهم مشــاعر الآخرين حتى عبر
الشاشات، استعادة فن المحادثة المباشرة العميقة بعيداا عن
الرسائل القصيرة السريعة
وختاماـًا، إننــا نعيش الآن ثــورة الــذكاء الاصطناعي في
المملكة العربية الســعودية، حيث أنه يُعتبر نافذة للمستقبل،
هــذه الثــورة الرقمية، أصبح من الضــروري توظيفها في
إنجاز المهام على كلًا الصعيدين الفردي والعملي، ويُمكن
توظيف الذكاء الاصطناعى في المجال الأكاديمي.
أدوات الــذكاء الاصطناعــي لم تقتصر فقــط على البحث
والتنظيم وجدولة المواعيد، بل تعدتها، لتســاعد على إنشاء
العــروض التقديميــة وكتابة المقــالات التلقائيــة، فأصبح
الذكاء مســاعداا شــخصياا نحو الإبداع. رغــم فوائد الذكاء
الاصطناعي، فإنه مازال هناك قصور في بعض الجوانب،
حيث أنه عرضة للهلوسة لا سيما في الجوانب والمعلومات
التي يــزداد فيها التعقيد والدقة. ولذلــك مهما تطور الذكاء
الاصطناعي، ســيبقى مجرد مســاعدا وليس بديلًا للأيدي
البشرية، حيث أنه يفتقر للمنطق والعاطفة والخيال. وتبقى
هنــاك ضرورة لتأكيــد وتحليل إجاباته والعــودة للمصادر
العلمية الموثوقة.
علينــا أن نكــون واعين بأن وســائل التواصــل ما هي إلا
أدوات، وأن جــودة علًاقاتنــا تقاس بما نســتثمره من وقت
وجهد حقيقي في فهم الآخرين ومســاندتهم. فالتقنية الجيدة
هي التي تخدم الإنســانية، لا تلك التي تجعلنا أســرى لوهم
التواصل. انتهى
مــن التفاهم والحــوار، لا حواجز من العزلــة والانفصال.
وذلــك لأن التكنولوجيــا أداة، والنتيجــة تعتمــد على كيفية
اســتخدامها، وعندما نوظفها بحكمة، تصبح وسيلة لتعزيز
العلًاقات الاجتماعية، لا تهديداا لها.
الدكتور ســامي الشــيخ محمد، أســتاذ الأخلًاق والحضارة
واللًاهــوت وعلم اجتماع المســتقبل بجامعة دمشــق قال:
أضحت وسائل التكنولوجيا المعاصرة لصيقة بحياة الأفراد
والمجتمعات الإنسانية، لا يمكن الاستغناء عنها، ولها تأثير
مباشر على حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، كما أن لها
بعدان، بعد إيجابي نافع، وآخر سلبي ضار، فيمكن توظيف
التكنولوجيــا لخدمة الفرد والمجتمع ورفاهيتهما، أو للأذى
والتخريب ونشــر الأفكار والقيم والعادات السقيمة الضارة
بالعلًاقــات الاجتماعية على مســتوى الأفــراد والمجتمع،
ومن الأمثلة علــى ذلك تكنولوجيــا المعلومات والإنترنت
نت، إذ بوســع المســتخدم لهمــا الانتفاع بهما فــي ميادين
التعلــم، وتحصيــل المعلومات العلمية النافعة والاســتثمار
فيهما لمــا فيه الخير لــه ولغيره من الأفراد والمؤسســات
والمجتمــع، كمــا ينطويان على خطر كبيــر على منظومة
الأفكار والقيم والتقاليد عبر المواقع الإباحية، التي تســاعد
على نشــر الرذيلة وإفساد المتعاطي لهما، لا سيما الأطفال
والشباب في سن المراهقة من كلًا الجنسين.
وأشــار «الشــيخ» إلى أننا بوســعنا الإفادة من التكنولوجيا
المتطــورة في بناء وتعزيز العلًاقات الاجتماعية الســليمة
بين أفــراد المجتمع، ويمكن تســخيرها للنيل من الآخرين
والإساءة إليهم والإضرار بهم وبالمجتمع عبر الممارسات
الشاذة وغير الحسنة لها.
برود التواصل وآفاق الواجبات
وأوضحت الدكتورة دلال مطر الشامســي، أســتاذ مشارك
في علوم الأرض، أن التكنولوجيا أثرت بشــكل جلي على
الحياة الاجتماعية، حيث أصبح البعيد قريباا بفضل وســائل
الاتصال الميسرة وغير المكلفة. فلم يعد المبتعث يحمل هم
البعد كما كان في الســابق، فهو الآن يستطيع التواصل مع
عائلته في الوطن متى ما شــاء «صوت وصورة». وتمتد
إيجابيات التكنولوجيا لمن هو مســتقر في وطنه أو مغترب
عن أهله لدراسة أو سياحة أو علًاج، لتجعل تجارب الحياة
أخف وطأة وأقل هماا.
أمــا عن الجانــب الســلبي للتكنولوجي، فقالــت «دلال»:
يُمكــن ملًاحظته فــي مجتمع الأســرة الصغير فــي البيت
الواحــد، حيث أدت ســهولة امتلًاك الأجهــزة إلى انفصال
روح الأســرة الواحــدة، وأصبــح الأفراد أطفــالا ا وبالغين
بقلــوب ٍ لاهية بما تحملــه أيديهم من هذه الأجهزة التي تنقل
كل جديد وبشــكل متدفــق بلًا توقف، وهو مــا عزل أفراد
الأســرة وســحب دفء التجمعــات العائلية علــى وجبات
الطعــام اليومية، فأصبح الكثير يشــعرون ببعيــد لم يلتقوه
أبــداا ويفتقرون للإحســاس بقريب غال ٍ فــي ذات المنزل.
ولا يخفى علينا مقدار الكســل الذي بعثته هذه التكنولوجيا،
حيــث أصبحت التهاني والتعازي فــي مجالس مجموعات
تطبيقــات التواصــل الاجتماعي تغنيهم عــن أداء الواجب
والزيارة والمساندة الحقيقية التي تربينا عليها كجزء أصيل
من روابط المجتمع.
وذكــرت «الشامســى» أنه لتجنب هذه الســلبيات، يتوجب
على الوالدين وكبار العائلــة تأصيل العادات في الصغار،
ونزعهــم من برود التواصــل لآفاق الواجبــات التي حثها
علينا ديننا الحنيف وعاداتنا العربية الأصيلة.
وأكــدت الدكتورة زينــب البــدر، أن التكنولوجيا أدت إلى
توســيع دائــرة العلًاقــات الاجتماعية لكن أفقدتهــا العمق،
فأصبحنا على معرفة بأشــخاص على مستوى العالم، لكن
أغلبها عبارة عن معرفة سطحية خالية من المعاني العميقة
للأخــوة والصداقــة، ورغم ذلــك تعتبر وســائل التواصل
الإلكترونيــة أداة فعالــة وتفاعلية لتقريب البعيد ولتســهيل
التواصل، خاصة في حالات السفر لأسباب المختلفة.
واستطردت «زيب»: ســابقا كانت الأسرة تعيش في قرية
واحدة، والجيران كأنهم عائلــة واحدة في عالمهم الصغير
البسيط، لكن الأسرة الآن تعيش في مدن ودول مختلفة، ما
جعل التكنولوجيا ضرورة لاســتمرارية التواصل الأسري
وصلــة الرحم. وقد تختلف في زمننا هذا، طريقة التواصل
لبعد المســافات لكنها وبكل تأكيد لهــا نكهتها الخاصة التي
تهون علينا انتظار من نحب.
إزالة الحدود الجغرافية والثقافية
الدكتورة حنان محمد حياة، أستاذ مساعد وباحث في مجال
أنسنة التقنيات، قالت: نعيش اليوم في قلب ثورة تكنولوجية
متســارعة، تقفــز بنا من الأمــس إلى الحاضــر بخطوات
متلًاحقة، وتحملنا نحو مســتقبل شــبه مجهول المعالم. هذه
الثــورة لم تطرق أبوابنا فحســب، بل تســللت إلى تفاصيل
حياتنــا الاجتماعية على المســتويين الفــردي والجماعي،
فأصبحت التكنولوجيا عنصر ا ا أساسياا في تشكيل علًاقاتنا،
وأنماط تواصلنا، وحتى في إدراكنا للعالم من حولنا.
وأضافــت: لقــد أزالــت التكنولوجيــا الحــدود الجغرافيــة
والثقافيــة، فأصبــح بإمكاننــا التعــرف على تقاليــد قبائل
الأمازون، ومعتقدات شعوب أفريقيا، وقيم الأسر اليابانية،
دون أن يغادر أحدنا منزله. نقل الواقع بات يتم بسرعة ودقة
عبر الإنترنــت والأقمار الصناعيــة وكاميرات الجوالات
البســيطة، فيما تتيح التطبيقات الاجتماعية مشاركة الحياة
اليومية بنقرة واحدة.
كمــا صار الغيــاب الجغرافي أقــل وطــأة، إذ يمكن للأب
المســافر، أن يشــارك أبناءه فرحتهم بمناســبة سعيدة عبر
بــث مباشــر، أو أن يقرأ لطفله آية الكرســي قبل النوم من
قارة أخرى.
وأكــد أن التكنولوجيا قربتنا مــن بعضنا البعض، لكنها في
المقابل، أبعدتنا بطرق أخرى، حتى أننا نجد أنفســنا أحياناا
غربــاء في لقاءاتنــا الواقعية، كل فرد غارق في شاشــته،
يعيش عالماا موازياتا لا يشــارك فيــه من حوله. أصبح من
المألوف أن يفضل الطفل الحديث لســاعات عبر ســماعة
رأس علــى خوض محادثة قصيــرة وجهاا لوجه. وتضاءل
الحوار العائلي حتى بات ســؤال بسيط على طاولة الطعام
يُجاب بكلمة واحدة، يتبعها صمت رقمي طويل.
وأضافــت «حنــان حياة»: أؤمــن كباحثــة ومهتمة بمجال
«أنســنة التقنية» بأهميــة توجيه الجهــود لصناعة تقنيات
تراعي الطبيعة البشــرية، وتُصمم بفهم عميق للًاختلًافات
النفســية والســلوكية والعمرية واللغوية. نحــن بحاجة إلى
تقنيات شمولية، لكنها أيض ا ا شخصية، تستجيب لاحتياجات
كل فئة وتتكيّف معها.
كمــا أكدت على ضــرورة تثقيف أنفســنا وأبنائنا في كيفية
التعامــل مــع التكنولوجيا كأداة لا كوســيلة حياة. ولا بد أن
نظــل متمســكين بطباعنا الإنســانية، وأن نكــون قدوة في
أما التأثيــرات الســلبية للتكنولوجيا، فتبرز فــي الانعزال
الاجتماعي، حيث يقضي الأفراد وقتاا طويلًا ا أمام الشاشات
بدلا ا مــن التفاعل مع الآخرين، وكذلــك تدهور العلًاقات،
خاصة إذا لم يتم اســتخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول، كما
يُمكن أن تُؤدى التكنولوجيــا إلى القلق والاكتئاب، خاصة
إذا تم استخدامها بشكل مفرط. هذا على مستوى الفرد، أما
على مســتوى المجتمعات، فإنها يُمكن أن تُؤدي إلى تغيير
في القيم الاجتماعية، وتُؤثر على الهوية الثقافية، كما تُؤثر
على العلًاقات الاجتماعية في المجتمعات المحلية.
في هذا التحقيق المهم، نستعرض آراء بعض المتخصصين
فى البرمجة والطب والأســرة والهندســة والتربية النفسية
فى كيفية اســتخدام التكنولوجيا بشــكل مســؤول، لتعزيز
العلًاقات الاجتماعية الإيجابية.
أكدت الدكتورة فوزية حسن غزاوي، أكاديمية متخصصة
فــي هندســة البرمجيــات ومتطلبــات التطبيقــات الذكية،
ومستشارة في تقنية المعلومات والمشاريع الابتكارية، أن
التكنولوجيــا أصبحت جزءاا لا يتجزأ مــن حياتنا اليومية،
حيــث لــم تقتصــر آثارها علــى الجانب العملــي فقط، بل
امتــدت لتعيد تشــكيل العلًاقــات الاجتماعية بيــن الأفراد
الواقعي والتواصل الفعلي بين الناس فيما بينهم، ما تســبب
الاجتماعيــة مــن الوصول إلــى جماهير أوســع، وتعزيز
والمجتمعــات. وتــرى مــن خلًال تخصصها في هندســة
فــي انعزال وتفــكك في العلًاقات، والتركيز على القشــور
التواصل معهم، وتبادل الأفكار والمعلومات.
البرمجيات والتطبيقات الذكية، أن التكنولوجيا تحمل فرص ا ا
والمظهر الخارجي على حساب القيم المجتمعية الأصيلة
وذكرت «إلهام»، أن من أهم الآثار الايجابية للتكنولوجيا،
كبيرة للتواصل السريع والفعال، لكنها في المقابل فرضت
وأضافت أن من ســلبيات التكنولوجيــا، أنها مجال خصب
تســهيل وتحســين التواصــل بين الأفــراد، حيــث وفرت
تحديات معقدة على مستوى جودة العلًاقات الإنسانية.
للشــائعات والجرائــم المعلوماتية والأخلًاقية ونشــر الفتن
الكثيــر من الجهد والوقت والتكلفــة للتواصل في العلًاقات
وقالــت الدكتــورة فوزية، إنــه في الوقت الــذي قربت فيه
والتشــكيك في الثوابــت، وأيض ا ا تلقــي المعلومــة المعلبة
الاجتماعيــة، وهــذا هــو الأثــر الإيجابــي الاكثــر أهمية
التكنولوجيا المســافات، فإنها خلقت أيض ا ا فجوات عاطفية،
والجاهــزة دون عنــاء البحــث، وهو ما نتج عنــه جيل لا
للتكنولوجيا على العلًاقات الاجتماعية والانســانية، وتقليل
إذ أصبــح التواصــل الرقمي بديلًا ا عن اللقــاءات الواقعية،
يعــرف قيمة الصبر، ولا طاقة له بالانتظار، ما خلق أفراد
الوقت والجهــد، حيث حلت وســائل التواصل الاجتماعي
مــا أدى في كثيــر من الأحيان إلى تراجــع عمق العلًاقات
لا يتحملون المسئولية ولا يقدرون النعم.
والاتصــال الرقمي بشــكل كبيــر مكان وســائل التواصل
ودفئها. كما ســاهمت وسائل التواصل الاجتماعي في خلق
نجاح المجتمعات الحديثة قائم على استغلًال التقنية
المباشر، ما أثر بشكل كبير على معدل الوقت الذي نقضيه
صــورة مثالية عــن الحياة، مــا زاد من الشــعور بالعزلة
ورصــد الأســتاذ محمــد ثابــت المحمــادي، مــدرب فــي
في التواصل المباشــر مع الآخرين بما في ذلك المشــاركة
والمقارنة المستمرة، خاصة بين الشباب.
برمجيــات التعليــم، عــدة نقــاط لتأثيــر التكنولوجيا على
في المناســبات الاجتماعية المختلفة، أو المنشــورات عبر
مؤكــدة أننــا لا يُمكننا تجاهــل أن التكنولوجيــا فتحت آفاقاا
العلًاقات الاجتماعية، أجملها فيما يأتى:
تطبيقات التواصل الاجتماعي.
للتضامن المجتمعــي والعمل التعاوني عــن بُعد، ووفرت
تُعــدّ التكنولوجيــا حجر الزاويــة في العصــر الحديث، إذ
وأضافــت أن من الآثار الســلبية للتكنولوجيــا، أثرها على
أدوات رقمية، يُمكن تســخيرها لتعزيــز العلًاقات متى ما
أحدثت ثورة في أســاليب التواصل بين الأفراد وتفاعلًاتهم
التغيــرات الثقافيــة الأساســية للمجتمعات، فلــكل مجتمع
أُحســن اســتخدامها. فالمســؤولية اليوم تقع على عاتق كل
المجتمعية.
معاييــر ومبادئ عامة عرفية تحكــم العلًاقات بين أفراده،
فرد ومؤسســة، لتوظيف التقنية في بناء جســور التواصل
أدخلــت التقنيات الرقمية تحولات جذرية في ميادين الحياة
لكن مــع التكنولوجيــا ووســائل التواصل الحديثــة لم تعد
الإيجابي، لا في استبدالها بروابط افتراضية هش ّ ة.
كافة، مما ترك بصمات واضحة على العلًاقات الإنسانية.
تلــك المبادئ والمعاييــر ذات قيمة في الكثير من الحالات،
وتُؤمن «فوزية» بأن التكنولوجيا أداة، وليست بديلًا ا ، وأن
أدت وســائل الاتصــال الإلكترونية إلى تجــاوز الحواجز
وعلى سبيل المثال أصبح لا فرق بين الكبير والصغير في
أقــوى العلًاقات لا تُبنى بشاشــة، بل بقلــب حاضر وعقل
الجغرافيــة والزمانيــة، ما جعــل التواصل أســرع وأكثر
طريقــة الرد أو التحاور، حيث ذابت الفوارق، وأصبح كل
متصل، قائلة: حين نجعل التقنية وسيلة لتعزيز التواصل لا
تنوع ا ا.
شــيء سهل ويســير، حتى وإن كان على حســاب المبادئ
لإلغائه، نكون قد أدركنا جوهر التحول الرقمي الإنســاني،
ســاهمت التطــورات التقنية فــي تعزيز التبــادل المعرفي
والأخلًاق.
فنحن بحاجة إلى وعي مجتمعي يعيد التوازن بين الاستفادة
والعلمي عبر منصات رقمية متخصصة.
أصبــح الوصــول إلــى المعلومات أســهل بفضــل قواعد
ســبيل المثال عبر مواقع التواصــل الاجتماعي، هى بوابةا وقالــت إن العلًاقات الاجتماعيــة كالصداقة والزمالة على
مــن منجــزات التقنيــة، والحفاظ علــى جوهــر العلًاقات
الإنســانية التي تُبنــى على القــرب، والحــوار، والتفاعل
البيانــات الإلكترونية والمكتبــات الرقمية التي ترتكز على
لاختراق الخصوصية واســتعمال البيانات بشــكل ٍ مسيء،
الحقيقي.
أسس علمية متينة.
كما أصبحت العلًاقات أقل تشــعباا، فمن مميزات العلًاقات
تكنولوجيا العزلة.. من المقاهي إلى المحادثات
مــن الناحيــة الاجتماعيــة، فتــح انتشــار الإنترنــت آفاقاا
الاجتماعية التقليدية، أنها غالباا ما تكون شــديدة التشــعّب،
جديــدة لتكويــن مجتمعات افتراضية تتلًاقــى فيها الثقافات
بينمــا تزداد فــرص العلًاقات القائمة غالباا على شــخصين
أمــا هالة حازم الدليمي، فقالت: «في عالمٍ بات فيه اللمس
رقمياا، واللقاء افتراضياا، تغيّرت معالم العلًاقات كما تتغير
والخبرات.
فقط في وسائل التواصل الحديثة.
ألوان السماء مع كل فصل. لم تعد المسافات تُقاس بالأقدام
تشكلت مجموعات نقاش ومنتديات إلكترونية توثق تجارب
وأشــارت إلى أنه مع تطور وســائل التواصل الاجتماعي
ولا القــرب يُحدّد بالعيــون، بل صار القــرب مجرد حالة
متنوعة وتعمل على تطوير الحوار الاجتماعي.
والاتصــال الرقمــي، أصبحت هناك قواعــد جديدة لإدارة
«متصل الآن»، والوصل بنقرة واحدة.
أســهمت منصات التواصل الاجتماعي في تمكين الشــباب
الــرأي العام والتأثير بها، وهي في الغالب أكثر فاعلية من
وتــرى «هالــة»، أن التكنولوجيا لم تكن فــي بدايتها عدواا
من التعبير عن آرائهم والمشــاركة في بناء رؤى مستقبلية
الوســائل التقليديــة، لكن هذه الفاعليــة، تصب في مصلحة
للعلًاقــات، بــل كانــت وعــداا بالربــط والتقريــب. مكّنت
لمجتمعاتهم.
المؤثرين الكبــار في الرأي العام غالباا، وليس في مصلحة
الغائــب مــن الحضور، والمهاجر من البقــاء مع جزء من
أثرت التكنولوجيا في الفنون والأدب، حيث برزت أشكال
المستخدمين أو العلًاقة التي تجمعهم، ويجب علينا كمجتمع
تفاصيــل وطنه. ولكن مع مرور الوقت، تَحوّل هذا القرب
جديدة من التعبير الرقمي والإبداع الفني.
وكأفــراد أن نعــي أهميــة تحقيق التــوازن بين اســتخدام
إلى اســتبدال. اســتُبدلت الجلســات بالمحادثات، والعيون
أتاحت الوسائط المتعددة الأدبية فرص ا ا للتجديد في أساليب
التكنولوجيا في الحيــاة الاجتماعية والحفاظ على الاتصال
بالشاشات، والمشاعر بالرموز التعبيرية.
السرد والقصيدة والرواية بما يتماشى مع روح العصر.
الشخصي والعلًاقات الاجتماعية الحقيقية، وعلينا أن نتذكر
وأكدت هالة الدليمى، أن بعض الدراسات الاجتماعية تشير
ســاهمت التطبيقات الذكية في نشر الأنماط الإبداعية عبر
دائماا أن التواصل الشخصي والتفاعل الاجتماعي المباشر،
إلى أن الإفراط في اســتخدام وســائل التواصل قد أدى إلى
مشاركة الأدباء والفنانين لأعمالهم الرقمية.
هما جوهر الحياة الاجتماعية، والتكنولوجيا يجب أن تكون
شــعور متزايد بالوحدة، خاصة لدى فئة الشباب. العلًاقات
دعمت التكنولوجيا إجراء البحوث الدقيقة من خلًال توفير
وسيلة لتحقيق ذلك وليس بديلًا ا عنه.
لــم تَعد تُبنى علــى اللقاء، بل على تفاعل ٍ رقمي ســريع قد
أدوات تحليل متقدمة وموارد بحثية مفتوحة.
استخدام وسائل التواصل وارتفاع معدلات الاكتئاب
يُشبه الموجة العابرة، لا العمق الثابت.
جعلــت التقنيات الحديثة من التعــاون العلمي العالمي أمر ا ا
المهندس عماد قاري، مســؤول التطوير الرقمي بالعمليات
واتفق معها الدكتور ســامر العزاوي، أستاذ علم الاجتماع:
يســير ا ا، حيث تتقاطع الأفكار وتتنوع الأبحاث في مجالات
الأرضية بالخطوط السعودية، وعضو مجلس إدارة بشركة
قائلًا ا : «إننا نعيش في زمن أصبح فيه التواصل أســهل من
عدة.
مطوفــي حجاج، ورئيس لجنة تقنيــة المعلومات بالمجلس
أي وقــت مضــى، ولكن المشــاعر الحقيقيــة، أصعب في
شهدت الأوساط الأكاديمية تطور ا ا ملحوظ ا ا بفضل استخدام
التنســيقي لشــركات حجاج الخارج، كان له رأى مميز فى
الظهور. هناك فجوة خفية بين كثافة التواصل الرقمي وفقْر
أنظمة إدارة المعرفة والتعليم الرقمي.
التكنولوجيــا وأثرهــا على العلًاقات الإنســانية، فقد وضح
العاطفة الفعلية.»
أدت الورشــات والمؤتمــرات الإلكترونيــة إلــى تعزيــز
أن التكنولوجيــا أصبحت جزءاا لا يتجزأ من حياتنا اليومية
وقارنــت هالة الدليمى بين العلًاقات فــى الماضى واليوم،
التواصل بين الباحثين وتبادل المعارف والأفكار البحثية.
من أصغر تفاصيل الروتين الشــخصي إلى أعقد العلًاقات
مبينــة فــي الماضي، كانــت الصداقــة تنمو عبــر الزمن
أســفرت هذه التطورات عن بناء جسور علمية متينة تربط
المجتمعيــة. وقال لقد غيرت هذه الثــورة الرقمية الطريقة
والمواقــف المشــتركة. اليوم، تُرش ّ ــح لنــا الخوارزميات
مختلف التخصصات والاختصاصات الاجتماعية.
التي نتواصل بها، ونعبر بها عن مشاعرنا ونتفاعل بها مع
أصدقاءا بنــاءا على إعجاباتنــا، وتمدّنا بنصائــح للعلًاقات
ســاهمت التكنولوجيا في تحفيز الوعي الاجتماعي وإبراز
محيطنا، ولا شــك أن التكنولوجيا ســهلت تواصل الأفراد،
كأنهــا وصفــات طعام. وهنــا يكمن الخطر: حيــن تُصبح
قضايا العدالة والمساواة من خلًال حملًات إلكترونية
ومتابعة أخبارهم لحظة بلحظة. ومع ذلك فإن هذا التواصل
العلًاقات مجرد «محتوى»، يُستهلك ويُنسى.
أصبــح التعبير عبر الفضاء الرقمي وســيلة فعالة لتســليط
«الافتراضــي» غالباا ما يأتي على حســاب اللقاء الحقيقي
وأضافــت لا يتعلق الأمر برفض التكنولوجيا، بل بترشــيد
الضوء على التحديات المجتمعية وإيجاد حلول مبتكرة لها
والحوار الصادق والمشــاعر العميقة، حيث لم نعد نســمع
العلًاقة معها. أن نســتخدمها كجســر، لا كبديــل. أن نُبقي
يتجلــى أثر التكنولوجيا في دفع عملية الابتكار والتنمية من
صــوت الضحك الجماعي، ولا نلحظ دفء الحوار العائلي
للمصافحة قيمتها، وللنظــرة حضورها، وللصوت صداه.
خلًال تسهيل تبادل الأفكار بين مختلف شرائح المجتمع.
كما في السابق.
أن نســمح للقلوب بأن تعود لتتواصل خارج الشــبكة، دون
أســهمت التحليلًات البيانية والــذكاء الاصطناعي في فهم
وأشار إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل قد يكون
الحاجــة إلــى «كلمة مرور». مؤكدة أن المشــكلة ليســت
سلوكيات الأفراد وتوجيه السياسات الاجتماعية.
مرتبط ا ــا بارتفــاع معــدلات الاكتئاب والقلــق، خاصة فئة
في التكنولوجيا، بل الطريقة التي ســمحنا لها بالتســلل إلى
تحمــل هذه التقنيات في طياتها إمكانات كبيرة لتطوير نظم
الشــباب بسبب المقارنة الدائمة والانشــغال بالمظهر على
المساحات الحميمة من حياتنا. فهل نمتلك الشجاعة للعودة
التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.
حساب الجوهر.
إلى «الإنســان» داخل كل هذا الذكاء الاصطناعي؟، وهل
أصبح مــن الضروري تبني اســتراتيجيات ذكيــة لتحقيق
وقال: في مجتمعنا الســعودي شــهدنا في السنوات الأخيرة
نمنح أنفسنا فرصة أن نحب ببطء، أن نتعرّف بصدق، وأن
التوازن بين الاســتخدام الأمثــل للتكنولوجيا والحفاظ على
تطبيقات تقنيــة رائدة مثل «توكلنا» و»نســك» ومنصات
نتواصل دون وسيط؟.
الروابط الحقيقية.
العمــل والتعليم عن بعد، هذه التجارب أظهرت كيف يمكن
الاستخدام الواعي يُوازن بين التطور والإنسانية
نجــاح المجتمعــات الحديثــة يرتكــز علــى مــدى قدرتها
للتقنيــة أن تكون جســر ا ا يســهل الحياة، ويربــط بين فئات
الدكتورة أمل مطلق الحربي، باحثة دكتوراة أصول تربية،
علــى اســتغلًال أدوات التقنية فــي خدمة التنمية الشــاملة
المجتمع المختلفة، خاصة في مواسم مثل الحج، حيث تسهم
قالت، لقد أصبحت التكنولوجيا سيفاا ذا حدين؛ فبينما قرّبت
والمستدامة.
التكنولوجيــا في التنظيــم والخدمة والتيســير. وأننا بحاجة
المسافات وربطت العالم افتراضياا، باعدت بين القلوب في
التكنولوجيا أداة والنتيجة تعتمد على كيفية استخدامها
مســتمرة لمراعاة الفروقات بين الأجيال وضمان ألا تكون
الواقــع. شــبكات التواصل الاجتماعي التــي وُلدت لتقرّب
وقالت زكية سهل اللحياني، معلمة لغة إنجليزية ومخترعة
التقنيــة حكر ا ا على فئــة دون أخرى حتى لا تتســع الفجوة
الأفــراد، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى جدران عازلة،
سعودية، معلم مايكروسوفت: لا شك أن التكنولوجيا أثرت
بين من يســتطيع اســتخدامها بوعي، ومن يشعر بالضياع
تخفــي خلفها عزلة عاطفية واجتماعيــة خانقة، وتراجعت
بعمــق على العلًاقات الاجتماعية ســواء بشــكل إيجابي أو
أمامها.
اللقاءات الأســرية، وضعفــت روابط الجيــرة والصداقة،
ســلبي. ومن واقع خبرتي، لاحظــت أن التكنولوجيا قرّبت
وأكد أن التكنولوجيا ليســت خير ا ا محض ا ا ولا شــر ا ا خالص ا ا
وأصبح الحوار وجهاا لوجه عملة نادرة، تُســتبدل برسائل
المســافات بين الأفــراد، وســهّلت التواصــل، خاصة في
، بــل هي أداة، وعلينا أن نقرر كيف نســتخدمها، وتعزيز
المجتمعات المتباعدة جغرافياـًا. وأصبحت العائلة الواحدة
الوعــي المجتمعي بأســاليب الاســتخدام الصحــي للتقنية
مؤكدة أن الاســتخدام المفرط للأجهزة الذكية، أنشــأ جيلًا ا باردة خالية من دفء المشاعر.
قــادرة علــى التواصل بســهولة عبــر التطبيقــات الذكية،
خاصة في العلًاقات الاجتماعية، هو ما ســيضمن أن تظل
يعيش فــي العوالم الافتراضية أكثــر مما يحيا على أرض
وتمكنــت المبــادرات التعليمية من الوصــول لأبعد طالب
التقنية وســيلة للتقريــب لا التغريب، علينا أن نعيد التوازن
الواقــع، وأنه من الإنصــاف القول إن التكنولوجيا ليســت
وطالبة في أنحاء المملكة وخارجها.
لعلًاقاتنا ونمنح «الواقــع» أولوية على «الافتراض» وأن
شــر ا ا مطلقاـًا؛ فقد قرّبــت الغريب، ويس ّ ــرت التواصل مع
كما أنه لا يُمكننا إنكار أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا
نتذكر دوما أن الإنسان خلق ليشعر لا ليشاهد فقط.
الأحبة في أقاصي الأرض، والمســألة تكمن في الاستخدام
خلق نوع ا ا من العزلة الاجتماعية، خاصة بين فئات عمرية
أما عزيزة أحمد العمر، مشرفة تربوية، فقالت إن التكنلوجيا
الواعي، الذي يوازن بين التطور والإنســانية، وأننا نحتاج
صغيــرة، أصبحت تفضل التواصــل الرقمي على التفاعل
والتقنيــات ووســائل التواصل الحديثة لهــا جوانب إيجابية
اليــوم إلى وقفة تأمل، نُعيد فيها تقييم علًاقتنا بالتكنولوجيا،
الواقعــي. وهنا يأتي دورنا كمربين لنوجه الاســتخدام نحو
كثيــرة ولا تخلو أيضا من الســلبيات، فهي ســهلت عملية
قبل أن نفقد أنفسنا تحت وطأة ضغوطها.
ما يعزز من العلًاقات الإنسانية لا ما يضعفها.
التواصل بين الناس، وقربت البعيد وأتاحت تبادل الخبرات
الدكتورة إلهام عبدالله ريس، أســتاذ الرسم والتصوير بقسم
وأكــدت «زكيــة»، أنــه من خلًال مشــاريعي فــي التعليم
والأفــكار، ورفع الوعي والتعــرف على مختلف الثقافات،
الفنون البصرية، جامعة أم القرى ســابقاا، تحدث عن تأثير
بالترفيــه، والدمى التفاعلية، والــرحلًات الافتراضية التي
ونشــر الإبداعات، واختصرت الوقــت والجهد في عولمة
التكنولوجيا على العلًاقات الاجتماعية، بأنها تُســاعد على
أعزز فيها قيم مثل التســامح والتواصل الإنساني، أحرص
متسارعة تتخطى الحواجز والحدود الجغرافية والزمانية،
التواصل مع الآخرين من خلًال إنشــاء شــبكات اجتماعية
دائماـًا علــى أن تكــون التكنولوجيا وســيلة لخلق جســور
لكن هذا التسهيل وسرعة التواصل قلل من فرصة التفاعل
بشــكل فعال ومســتمر، كما تُمكن المنظمات والمؤسسات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق