جاري تحميل ... صحيفة الاخبار الجديدة

اعلانت

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

"غرباء حتى عن الوطن"




عتاب بغدادي


أن تحمل جنسيتين لا يعني بالضرورة أنك تنتمي إلى اثنين، وأحيانًا لا تنتمي إلى أي منهما. أن تعيش في وطنك وتظل تشعر أنك غريب عنه، هو شكل آخر من الغربة، أكثر وجعًا من أي منفى.


الحنين للوطن يشبه حنين الطفل لأمه. ترجع له مكسورًا، تائهًا، منهكًا من الغياب، تفتش عن حضن، عن طمأنينة، عن رائحة خبزك الأولى... لكنك تفاجأ بباب مغلق، بصمتٍ بارد، بنظرة لا تعرفك. يعود المشهد أقسى حين تشعر أن أمك التي انتظرتك كل العمر، أغلقت الباب بوجهك عن عمد.


شلون تشرح للوطن إنك ما خنته؟ إنك كنت تحبه أكثر من نفسك، وإنك حتى لما هجّرك، ظليت تبرر له وتدافع عنه امام الناس، مثل طفل يداري غياب أمه.

شلون تقنع ترابه إنك مشتاق تحضنه، وإنك تحفظ ريحته بذاكرتك مثل دعاء، وإنك كل يوم تصحى على وجع إنك مو بيه؟


الوطن ما يكون شارع وعلَم بس، الوطن يكون نَفَس. يكون صوت أذان من جامع بمحلتك، يكون ابو صمون من الفرن اللي بالزاوية، يكون طلّة الجيران، وريحة الثيل لما يختلط بغبار الغروب يكون صوت يا كوكتي على اشجار حديقتك بالظهريه وصوت حديد للبيع بفرعكم.


لكن لما يتحول الوطن لحلم بعيد، وذكرى توجع، تضطر تبني وطنك بداخل قلبك...

وطن صغير، من الناس اللي يحبوك، من الكلمات اللي تكتبها، من الدعوات اللي تهمسها قبل  ماتنام.

وطن ما بيه طائفية، ولا تهديد، ولا أبواب تنسد بوجه المشتاقين.


قد نكون غرباء في أوطاننا، لكن مهما بعدنا عن الأرض التي تحمل ذكرياتنا، يبقى الوطن هو ما نعيشه في قلوبنا، نزرعه بين الكلمات والذكريات، نروي شجوره بالحلم والحنين، ليظل حيًا فينا... مهما كانت المسافات.

والدي اندفن غريب بارض غريبه وضلينا كلنا لامكان لا وطن .....الشعب ليس حاشيه محسوبه على الوطن افراد الشعب هم مكون الوطن .وليس شوارعه ومباني ووزارته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق محفوظة© صحيفة الاخبار الجديدة