جاري تحميل ... صحيفة الاخبار الجديدة

اعلانت

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الطريق إلى المونديال يبدأ من الداخل: الاستقرار النفسي والتركيز سر التفوق على كوريا والأردن



د. مشتاق كاظم .

بين الحلم والطموح... يقف العقل الهادئ

في خضم التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، لا يملك المنتخب الوطني رفاهية التراجع أو التشتت. فالمرحلة الحالية تتطلب ما هو أبعد من المهارة والخطة، إنها تتطلب عقلية المنتصر، واستقرارًا نفسيًا يُترجم إلى تركيز مطلق داخل الملعب.

بين طموح الجماهير وأحلام اللاعبين، يبقى الاستقرار النفسي والذهني هو حجر الأساس لكل إنجاز رياضي كبير. ومع اقتراب المواجهات الحاسمة أمام كوريا الجنوبية والأردن، لا بد أن يُولي المنتخب الوطني هذا الجانب أولوية قصوى، إلى جانب الجوانب التكتيكية والفنية، إذا ما أراد أن يخطو بثقة نحو العالمية.

الجهاز الفني ودور التحضير النفسي

لم يعد كافيًا أن يضع الجهاز الفني خططًا فنية فقط، بل بات الإعداد النفسي أحد أهم أسلحة النجاح. جلسات التحفيز، مجموعات الدعم الذهني، وتحليل الأداء من منظور نفسي يجب أن تكون أدوات حاضرة في المعسكرات. حتى إدارة التوتر قبل انطلاق المباراة قد تصنع الفارق بين الانتصار والانكسار.

القتال الحقيقي يبدأ من الداخل... من هدوء الذهن، من إيمان اللاعب بقدراته، ومن وعيه بأن الضغط فرصة لا عقبة، وأن تمثيل الوطن لا يُقدّر بثمن.

المنتخب الكوري الجنوبي: السرعة والانضباط

من أبرز المنافسين في آسيا، يتفوق المنتخب الكوري بانضباطه العالي وسرعته في التحولات الهجومية والدفاعية. لاعبوه متمرسون في كبرى الدوريات الأوروبية، ويملكون لياقة بدنية تجبر أي خصم على مجاراتها بدقة.

الترتيب الآسيوي: من ضمن الـ3 الأوائل

معدل الاستحواذ في آخر 5 مباريات: 61%

نقاط القوة: الأطراف – الكرات العرضية – التسديد البعيد

ولمجاراة هذا الخصم، يحتاج لاعبونا إلى هدوء ذهني عالٍ، وعدم الوقوع تحت الضغط في اللحظات الحاسمة.

منتخب الأردن: الطموح والتكتيك العالي

منتخب لا يُستهان به، برز بشكل لافت في كأس آسيا الأخيرة، وكاد أن يحقق مفاجآت تاريخية.

وصيف كأس آسيا 2023

أقوى دفاع في دور المجموعات

نقاط القوة: التحولات السريعة – اللعب الجماعي – الروح القتالية

مواجهته تتطلب عقلية انتصارية ووعي كامل بتفاصيل المباراة، خاصة أن لاعبيه يقاتلون بروح عالية وانضباط تكتيكي لا يُستهان به.

الجمهور... اللاعب رقم 12

لا يقل دور الجماهير أهمية عن دور الجهاز الفني واللاعبين. الحضور الكثيف، الهتافات التي تهز المدرجات، والرسائل الإيجابية التي تُشعر اللاعب أنه ليس وحده، كلها تصنع الفارق. فالإيمان الجماعي، حين يتوحد بين الجمهور والمنتخب، يصبح هو الوقود الحقيقي للانتصار.

التركيز الذهني: مفتاح العبور

لا يمكن للاعب أن يُقدم أفضل ما لديه وسط التوتر أو التشتت. الاستقرار النفسي وبناء الثقة عنصران أساسيان يجب تعزيزهما. وعلى الجهازين الفني والإداري أن يهيئوا أجواءً داعمة تشجع على التركيز والتماسك، فالعقل الهادئ هو الذي يصنع القرار الصحيح في لحظة الحسم.

رسالة إلى اللاعبين:

أنتم على أعتاب صناعة تاريخ جديد... لا تدعوا الضغوط تسلبكم هذه اللحظة. العبوا بقلوبكم، لكن دعوا عقولكم تقودكم. المونديال لا ينتظر المترددين، بل ينتظر من يقاتل بكل ما أوتي من شغف، وعزيمة، وإيمان بأن الحلم ممكن.

لذلك الطريق إلى المونديال ليس مفروشًا بالورود، لكنه يبدأ بخطوة ثابتة، بذهن صافٍ، وبقلب لا يعرف الاستسلام. إن الفوز في المواجهات القادمة ليس فقط رهين خطة مدروسة، بل هو نتاج ذهني واعٍ، واستقرار داخلي، وروح قتالية تعي أن تمثيل الوطن في كأس العالم هو الحلم الذي يستحق كل التضحيات.

فليكن الشعار في المرحلة القادمة: "نلعب بعقولنا أولًا... ونصنع المجد في المونديال!"

هذا أحدث مقال.
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق محفوظة© صحيفة الاخبار الجديدة